رسائل لم تصلنا من النبي








هل سيختلف المحتوى إذا كنت تخاطب أحدا خطابا مباشرا أو كنت تكتب له رسالة مكتوبة ؟؟

............

اهتم علم الحديث بجمع و فرز و تصنيف و توثيق النص النبوي من خلال شروط و قواعد خاصة بنى كل باحث على أساسها منهجه البحثي العلمي .

ظل الحديث النبوي مصدرا رئيسا من مصادر الشريعة يأتي في الرتبة الثانية عن الغالبية بعد القرآن الكريم و يذكر أن عددا من الباحثين قد بالغوا في اهتمامهم بالحديث حتى قدموه على النص القرآني في كثير من الأحيان و هناك من بالغ في إهماله و أسقط دوره كمصدر من مصادر الشريعة .

و من أشهر كتب الحديث كتاب صحيح البخاري و صحيح مسلم و قد اشتهرا بمدى الدقة في المنهج البحثي الصارم الذي دقق في كل من الرواة و تسلسل الرواة و فحص المتن و لكن يظل النص النبوي مهما بلغ دقة النقل لمتن الحديث لا يحوي الرسالة الكاملة التي أرسلها النبي - صلى الله عليه و سلم – و ذلك لقصور مفهوم الرسالة في ذلك الحين على المتن

يسجل علم الاتصال الحديث مفهوما أوسع لمعنى الرسالة حيث يمثل المتن فيه نسبة قد لا تزيد عن 35% من محتوى الرسالة أما المحتوى الأكبر و هو ما يمثل 65% فهو المحتوى غير المنطوق الذي يتمثل في لغة الجسد و تعبيرات الوجه و إشارات اليد و نظرات العين و كذلك أيضا وضعية الجسم و شدة الصوت و تقطعه

كل هذه رسائل يرسلها المرسل و تؤثر بالمستقبل ( المتلقي ) تدعم النص أو تؤثر على معناه أو ربما تغير المعنى تماما أو تضيف معنى جديدا لم يتفوه به المرسل

ربما نجد في بعض الأحاديث القليلة اهتمام الرواة بنقل مثل هذه التفاصيل لفطنتهم الفطرية بأهمية نقلها جنبا لجنب مع النص كالاعتدال من وضع الاتكاء أو التبسم و لكن يظل أغلب ما ينقل لنا يفتقر بشدة لكامل الرسالة التي أرسلها النبي صلى الله عليه و سلم على حساب الاهتمام بالمتن( 35% فقط من الرسالة

لذا نعيد سؤال المقدمة

هل سيختلف المحتوى إذا كنت تخاطب أحدا خطابا مباشرا أو كنت تكتب له رسالة مكتوبة ؟؟


( أحمد عثمان )

تعليقات