حوار مع صديقي السلفي 2


Ahmed Othman

استكمالا للحوار

ما هو دور المؤسسة الدينية في الدولة الإسلامية ؟؟
و ما هو موقفها - الدولة - من شركاء الوطن من الديانات الأخرى / المرأة / الأقليات ؟
ما هو موقفها من حرية التعبير و حرية الإبداع ؟
و أخيرا ما هو دور السلطة التنفيذية في إقامة العبادات كالصلاة و الصوم و الزكاة و اللباس الشرعي؟

Friday
مصطفى مهدي

إقامة الشرع المتفق عليه بين العلماء والمجامع البحثية على الفرد والجماعات بكل السبل الممكنة وقدر المستطاع.
وكل الممارسات والأعمال والحريات والفنون والآداب مقيدة بشرع الله تعالى.
بالطبع دور الدولة الحفاظ على الوجه العام للشعائر الإسلامية الجماعية والفردية حفاظًا على الأصول العامة والشكل العام للدولة الإسلامية واحترامًا لرغبة الغالبية المسلمة وبالطبع تحقيقًا لشرع الله تعالى على الأفراد والجماعات وخاصة في العلن. وبالطلع لن تعين الحكومة على كل فرد مراقب خاص يذهب معه بيته.
ولكن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصول الحكم وطرقه الثلاث أيضًا من أصول تطبيق الحكم. ولا يوجد دولة تحترم نفسها لا تلزم الرعاية بالقانون حتى ولو كرهوه دفعًا للفوضى وللدولة الإسلامة الأولوية لكون منهجها معصوم لأنه تابع للوحي لا للقانون الوضعي.

Friday
مصطفى مهدي
جزاك الله خيرًا على نقل الحوار الطيب معك إلى ملاحظاتك أخي الحبيب. وجمعني الله تعالى وإياك على الحق والخير دومًا.

Saturday
Ahmed Othman
نريد إيضاحا أكبر لعبارة ( مقيدة بالشرع ) لأنها كلمة عامة
فحرية التعبير على مدار الخلافات الإسلامية المتعاقبة كانت مكفولة بصورة أكبر بكثير مما يتسع لصدور ديكتاتوريات العصر
فنجد مثلا اشعار الغزل بأنواعه و أشعار الخمر و الزندقة و الفواحش انتقلت إلينا بلا حذف أو مصادرة أو طمس لاقتناعهم أنها محددة داخل الإطار الشعري
في حين ضاق محاميو العصر بألف ليلة و ليلة رغم تواجدها في عصور الازدهار الإسلامي
استكمالا لتقييد الشرع حول الديانات الأخرى أو المرأة
فرؤيتي مثلا أن الشرع لا يمنع أن يتولي أحدهما رئاسة الجمهورية خاصة أن الولاية في دولة المؤسسات الديموقراطية للشعب و الرئيس بها هو مدير تنفيذي لسياسات الشعب بمعنى أنه مجرد موظف محدود الأجل و للشعب مراقبته و محاسبته إذا قصر أو أخل بمهام وظيفته
لذلك نريد وجهة النظر السلفية تحديدا حول عبارة ( مقيدة بالشرع ) بالنسبة للديانات المشاركة في الوطن و المرأة و حرية التعبير و حرية الإبداع
- نود أيضا ايضاح آليات العمل بالنسبة للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
هل سيكون دعويا ( نصحا و إرشاد ا) أم يستند إلى إجراءات تنفيذية
و هنا أيضا أود السؤال عن دور (التخيير) الحق الذي منحه الله للإنسان في ممارسة الحياة
يبدو أنني أثقلت عليك
لم يتبق لي سوى سؤال واحد بعد إجابتك القادمة بإذن الله
تحياتي و تقديري لوقتك و جهدك

Saturday
مصطفى مهدي
1-مقيد بالشرع بمعنى رد كل مسألة ونازلة للمتخصصين من العلماء لبيان الموقف الشرعي بصورة توافقية بمعنى أن تتولى المؤسسة الدينية بيان حكم هذا الأمر والممارسة.
2-بالنسبة لولاية المرأة الرئاسة إجماع الأمة أنها لا تتولى صيانة لها وحفاظًا عليها وعملًا بالنصوص الواردة. وإجماع الأمة والاتفاق على ما استقر عليه المسلمون أحب إلي وأأمن من الفكر العصراني الخارج عن النسق العام والتآلف بين العلماء والأمة.
وأما غير المسلم فليس له على المسلم ولاية كبرى وهذا اتفاق للمسلمين واتباعًا لكتابهم بالنقل. والعقل يؤكد كالمشاهد أن المسلم لن يكون رئيسًا في الفاتيكان ولا اليونان و لا أي دولة غير مسلمة.
3-آليات الأمر بالمعروف هي ما اتفقت عليه الأمة من النصح والإرشاد والتنفيذ خلافًا للعصرانيين الذين يرون الخروج عن اتفاق الأمة المعصوم لرؤيتهم الخاصة.نحترم رؤيتهم ولكن مردودة عليهم. وكل الدول تتبنى آليىة النصح والتنفيذ
4-الله تعالى قال"أيحسب الإنسان أن يترك سدى"
فلك حق ممارسة الحياة بما لا يخالف ما شرعه الله تعالى للإنسان. فالكافر بالله الذي يريد التفلت والخروج عن أمر سيده هذا شأنه ولكن ليس بين جماعة من يؤمنون بالله وتعاليمه. وهذا اتفاق العقلاء على مر السنين.
5-بالنسب للأدب والفنون فلابأس طالما أنه في دور الشرع ولكن بالنسبة لما نُقل مما يخالف الشرع فلم يقل أحد أنه إقرار ولكنه نُقل كما نُقل الكثير من الأشياء مما قد لا يكون اطلع عليه السالف فيعلمه الخالف ويبين حكمه. وهذا لا يبيح أن نترك الأمر على الغارب فلينشر المرء الفسق والزندقة ولكن نقوم قدر المستطاع وندعو للفضيلة
وهذا لا يقيد حرية الإبداع وأنا أتعجب ممن يظن هذا بالإسلام! ولكن الممنوع هو نشر الرذيلة والإفساد الخلقي الفكري وكل ما يتصادم مع الإسلام وأصصوله وشريعته.
ودمت بخير

Saturday
Ahmed Othman
و أخيرا سؤالي الأهم في هذا الحوار في رأيي
هل إقامة الدولة الإسلامية التي أوردت تفاصيلها هنا
غاية أم وسيلة ؟؟
و أشكر وقتك و جهدك و تعاونك
وافر احترامي و تقديري
سيتم النشر بعد الرد بإذن الله

23 hours ago
مصطفى مهدي
الله تعالى خلق الخلق ليعبدوه وليقيموا شرعه سبحانه على أرضه وخلقه بما يرضيه عز وجل كما بين في متابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبما يأخذ بركاب الحضارة والنهضة الخلقية والإنسلانية والعلمية والأدبية في ضوء الشرع عقيدة وعمل. فإقامة الدولة الإسلامية غاية ووسيلة. غاية ليسير الكون بكل مظاهره في ضوء التعاليم الشرعية والأمر الإلهي ووسيلة لتحقيق العبودية لله تعالى. فالأرض والخلق وحركاته وسكناتهم يجب أن يخضعوا لخالقهم ورازقهم ومالكهم كما أمر على لسان رسله وكما بين أهل العلم الذين استأمنهم الله على دينه فحفظوه ونقلوه وبلّغوه وسعوا في إقامته. ولو قصدت هيكل معين للدولة فلا بأس بأي هيكل ولا بأس بأي اقتصاد ولا بأس بأي نظام سياسي طالما أنه لن يخرج عن الشريعة والأصول الدينية التي أجمعت عليها الأمة منذ 1432عام بما كفل الحفاظ على الثوابت وإتاحة المساحة في المتغيرات بما يناسب العصر والمصر ولا يتعارض مع المقصد الشرعي المتفق عليه منذ 14قرنًا. شكر الله لك وأحسن إليك. وما كان صوابًا فمن الله تعالى وما كان خطأ ويسيء أو يخالف ما اتفق عليه علماء المسلمين فأنا أتوب وأتراجع عنه والله ورسوله وشرعه من براء.

22 hours ago
Ahmed Othman
أشكرك على جهدك
و إن كنت أرى أن الغاية التي تنشدها محققة (غاية ليسير الكون بكل مظاهره في ضوء التعاليم الشرعية والأمر الإلهي)
فالكون بالفعل يسير في ضوء تعاليم الله و الأمر الإلهي و وفق الأمانة التي حملها الإنسان
كما أني لا أرى أن دور المسلم هو تحقيق عبودية أهل الأرض لله فما على الرسول إلا البلاغ
نسأل الله عز وجل أن يكون سعينا هذا سعيا محمودا
تحية و وافر الاحترام

تعليقات